الأحد، 28 سبتمبر 2025

مقالة فلسفية الدولة والمجتمع 3 ثانوي بكالوريا

إليك مقالة فلسفية جاهزة حول موضوع: الدولة والمجتمع (نموذج بكالوريا):



---


📝 المقالة الفلسفية


المقدمة


يُعتبر الإنسان كائنًا اجتماعيًا بطبعه، لا يستطيع العيش بمعزل عن الآخرين، ومن هنا نشأ المجتمع. لكنّ وجود هذا المجتمع يقتضي وجود سلطة تنظمه وتضمن استقراره، ألا وهي الدولة. وقد اختلف الفلاسفة حول طبيعة العلاقة بين الدولة والمجتمع: فهل الدولة مجرد وسيلة لخدمة المجتمع أم غاية تسمو عليه؟ ومن هنا تبرز الإشكالية: ما طبيعة العلاقة بين الدولة والمجتمع؟ وهل الدولة في خدمة المجتمع أم أنّها غاية مستقلة بذاتها؟



---


العرض


أ – الأطروحة الأولى: الدولة في خدمة المجتمع


يرى أنصار النزعة الطبيعية والعقد الاجتماعي (أرسطو، جون لوك، روسو) أنّ الدولة ضرورة لتحقيق مصالح المجتمع. فأرسطو اعتبر الإنسان "حيوانًا سياسيًا" لا يكتمل وجوده إلا داخل الدولة. أما روسو فبيّن أنّ الدولة وليدة عقد اجتماعي يهدف إلى حماية الحقوق الطبيعية للإنسان كالحرية والمساواة. وهكذا فوظيفة الدولة هي تنظيم المجتمع وخدمته.

🔹 نقد: هذا الموقف مثالي لاعتماده على فرضية "الحالة الطبيعية" التي يصعب إثباتها تاريخيًا.


ب – الأطروحة الثانية: الدولة غاية تسمو على المجتمع


يرى أنصار النزعة المثالية (هيجل) أنّ الدولة تجسيد للعقل الكلي، فهي غاية في ذاتها وليست مجرد وسيلة. الدولة عنده تسمو على الأفراد والمجتمع، إذ تعبر عن الإرادة الكلية، والفرد لا يكتمل إلا من خلالها.

🔹 نقد: هذا التصور يبرر سلطة الدولة المطلقة، وقد يؤدي إلى الاستبداد وتقييد الحريات الفردية.


ج – الأطروحة الثالثة: الدولة أداة للسيطرة الطبقية


يذهب الفلاسفة الماركسيون (ماركس وإنجلز) إلى أنّ الدولة ليست محايدة، بل جهاز قمعي يخدم مصالح الطبقة المسيطرة (البرجوازية). العدالة الحقيقية تتحقق بزوال الدولة في المجتمع الشيوعي حيث تسود المساواة.

🔹 نقد: إلغاء الدولة أمر مثالي وصعب التطبيق، لأنه قد يؤدي إلى الفوضى.


د – الأطروحة الرابعة: الدولة في الفكر الإسلامي


يرى الفلاسفة المسلمون أنّ الدولة ضرورة لتنظيم المجتمع وفق مبادئ الشريعة. وظيفتها تحقيق العدل، حماية الحقوق، وضمان التوازن بين الفرد والجماعة. فالقرآن الكريم يأمر بالعدل والإحسان، مما يبرز البعد الأخلاقي والروحي للدولة.

🔹 نقد: يُؤخذ على هذا التصور اعتماده على المبادئ الدينية التي قد تختلف طرق تطبيقها عبر العصور.



---


التركيب


يتبين أنّ العلاقة بين الدولة والمجتمع ليست أحادية الجانب. فالدولة تستمد شرعيتها من المجتمع، والمجتمع يحتاج إلى الدولة لضمان أمنه واستقراره. ومن ثم فالعلاقة بينهما جدلية تكاملية: الدولة وسيلة لخدمة المجتمع، لكنها في الوقت نفسه كيان ضروري لاستمرار وجوده.



---


الخاتمة


يمكن القول إنّ الدولة ليست غاية مستقلة عن المجتمع، ولا مجرد أداة بسيطة في خدمته، بل هي ضرورة عقلية واجتماعية، تتجلى وظيفتها في تحقيق التوازن بين الفرد والجماعة، وضمان العدالة والحرية. فهي الشرط الأساسي لبقاء المجتمع منظمًا وآمنًا.



---




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مواضيع المدونة