ها هي مقالة فلسفية جاهزة حول موضوع:
هل الحقيقة مطلقة أم نسبية؟
---
المقدمة
منذ القديم والفلاسفة يطرحون إشكالية الحقيقة، هل هي ثابتة مطلقة أم متغيرة نسبية؟ فإذا كانت بعض الحقائق مثل نتائج الحساب والرياضيات يقينية، فإن حقائق أخرى كالنظريات العلمية والأحكام الأخلاقية تبدو متغيرة مع الزمن والمجتمع. وهنا يطرح الإشكال:
هل الحقيقة مطلقة لا تتغير أم نسبية تختلف باختلاف الظروف؟
---
العرض
أ – موقف أنصار الحقيقة المطلقة
يرى العقلانيون (ديكارت – سبينوزا – لايبنز) أن الحقيقة مطلقة لأنها تقوم على العقل، وما يثبته العقل لا يتغير.
مثال: القوانين الرياضية (مجموع زوايا المثلث = 180°).
كما أن بعض المبادئ الأخلاقية (كالعدل والخير) تعتبر قيمًا ثابتة يتفق عليها العقلاء.
ب – موقف أنصار الحقيقة النسبية
يرى التجريبيون (جون لوك – هيوم – باكون) أن الحقيقة نسبية لأنها مستمدة من التجربة، والتجربة متغيرة.
مثال: النظريات الفيزيائية (كانت نظرية نيوتن مطلقة في عصرها ثم تجاوزتها النسبية لأينشتاين).
كذلك القيم الأخلاقية تتغير باختلاف الثقافات والعصور.
ج – موقف التوفيق (التركيب)
الحقيقة ليست مطلقة تمامًا وليست نسبية كليًا، بل تجمع بين الثبات والتغير:
في الرياضيات والمنطق: الحقائق مطلقة وثابتة.
في العلوم الطبيعية والاجتماعية: الحقائق نسبية تتغير بتغير المعطيات.
قال الفيلسوف "غاستون باشلار": الحقيقة العلمية خطأ تم تصحيحه.
---
الخاتمة
يمكن القول إن الحقيقة متعددة الأبعاد: فهناك حقائق مطلقة ثابتة، وحقائق نسبية متغيرة. فهي من جهة مطلقة في مجال الفكر العقلي الصارم، ومن جهة أخرى نسبية في مجال التجربة والواقع المتغير. وبالتالي فإن القول الجامع هو أن الحقيقة تجمع بين الثبات والتغير، بين المطلق والنسبي.
---

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق