الأحد، 28 سبتمبر 2025

مقالة فلسفية العدالة والمساواة 3 ثانوي بكالوريا


إليك مقالة فلسفية جاهزة حول موضوع: العدالة والمساواة (نموذج بكالوريا).


📝 المقالة الفلسفية

المقدمة

منذ القديم سعى الإنسان إلى بناء مجتمع تسوده العدالة، باعتبارها قيمة أخلاقية وإنسانية أساسية. غير أنّ تحديد مضمونها أثار جدلاً فلسفيًا: فهل تتحقق العدالة بالمساواة المطلقة بين جميع الأفراد، أم بالتفاوت والإنصاف وفق القدرات والجهود؟ ومن هنا نطرح الإشكالية: هل تقوم العدالة على المساواة أم على التفاوت؟


العرض

أ – الأطروحة الأولى: العدالة مساواة

يرى أنصار المساواة (جان جاك روسو، جون لوك) أنّ العدالة تتحقق بالمساواة بين جميع البشر في الحقوق والواجبات. فالإنسان يولد حرًا ومتساويًا مع غيره في الكرامة. العدالة هنا تعني أن القانون يسري على الجميع دون تمييز، وأن التفاوت يفتح المجال للظلم والاستغلال.
🔹 نقد: المساواة المطلقة قد تكون غير منصفة، لأنها لا تراعي الفروق الطبيعية والفردية بين الناس.

ب – الأطروحة الثانية: العدالة تفاوت وإنصاف

ذهب بعض الفلاسفة (أفلاطون، أرسطو، هيجل، جون راولز) إلى أنّ العدالة لا تتحقق بالمساواة المطلقة، بل بالإنصاف. أفلاطون مثلاً يرى أن العدالة هي أن يؤدي كل فرد دوره بحسب طبيعته. أما أرسطو فميّز بين العدالة المساواتية والعدالة التوزيعية. بينما اعتبر راولز أن العدالة تسمح بالتفاوت إذا كان في مصلحة الفئات الضعيفة.
🔹 نقد: التركيز على التفاوت قد يبرر عدم المساواة والتمييز الطبقي.

ج – الأطروحة الثالثة: العدالة في البعد الديني

يرى الفكر الإسلامي أنّ العدالة قيمة إلهية شاملة، تقوم على المساواة في الكرامة الإنسانية أمام الله، مع مراعاة الفروق الفردية. فالقرآن الكريم يقول: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ﴾. العدالة هنا تقوم على التوازن بين الحقوق والواجبات، فلا ظلم ولا استبداد.
🔹 نقد: قد يُتهم هذا التصور بالمثالية لصعوبة تحقيقه في الواقع البشري.


التركيب

يتضح أن العدالة ليست مساواة مطلقة ولا تفاوتًا مطلقًا، بل هي توازن بين الاثنين: مساواة في الكرامة والحقوق، وتفاوت مشروع يراعي قدرات الأفراد وجهودهم، شرط أن يكون منصفًا ويخدم الصالح العام.


الخاتمة

يمكن القول إن العدالة الحقيقية هي التي توفق بين المساواة والإنصاف. فهي قيمة إنسانية واجتماعية سامية، لا يستقيم أي مجتمع دونها، إذ تُعتبر أساس الاستقرار والتعايش، وشرط تحقيق السلم والكرامة الإنسانية.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مواضيع المدونة